يا سَريعَ اللُّطفِ يا مَن لُطفُهُ * يَسبقُ البَرقَ إذا ما لَطَفَا
ظاهرُ اللُّطفِ لدى الخَلقِ وكم * يَلطُفُ اللهُ بلُطفٍ في خَفا
واقِفٌ بالبابِ يا من لُطفُهُ * أَمَّنَ القَلبَ الذي قَد وَجَفا
راجيَ الغُفران والعفو الّذي * يَشمَلُ الكُلَّ إذا الرَّبُّ عَفا
هَفَواتُ الذََّنبِ مِنّي أبعَدَت * وأَرَى القَلبَ ببُعدٍ أَسرفا
فأَجرني يا مُجيرٌ لَم تَزَل * وأَغِثنِي يا غِياثَ الضُّعَفا
وَجَنينُ البَطنِ لُطفٌ عَمَّهُ * مِن لَطيفٍ غَيرُهُ ما لَطَفا
أنزلِ العَفوَ وسامِح خالِقِي * يا رَءوفٌ غَيرُهُ ما رَأَفا
يا خَبيرٌ كُن لطيفاً دائماً * واصرف السُّوءَ بلُطفٍ صُرفا
كُلُّ من يَدعوكَ يا رَبَّ الوَرَى * راجياً للخير نالَ التُّحَفا
أَنزل اللُّطفَ وأَدرك مَعشَراً * وَقَفوا بالبابِ فيمَن وَقَفا
خالقَ الشيء بكُن في قَولِهِ * كُنْ فيأتي لم يكُن مُختلِفا
كُن لنا بالعَون رَبّي واهدِنا * سُبُلَ الخير كَمَن قَد سَلَفا
واقضِِ ما في النَّفسِِ من حاجاتنا * قاضيَ الحاجاتِ رَبٌّ عُرفا
رَبِّ نَدعوكَ بما تَعلَمُهُ * بدُعاءٍ قَد دَعَاهُ المُصطَفَى
فأَجبنا يا مُجيبٌ عَطفُهُ * عَمَّ كُلَّ الخَلقِ لمَّا عَطَفا
يا لَطيفٌ لُطفُهُ لا يَنقَضي * غَمَرَ الخَلقَ بلُطفٍ وشفا
إنَّني عَبدٌ لهُ مُعتَرفٌ * غَفَرَ الذَّنبَ إلَهي وعَفا
لا أرى التَكديرَ في سَاحاتِهِ * حَسبيَ اللهُ وكيلاً وكَفَى
يَرحَمُ المُذنِبَ باستغفاره * وعَفوٌّ عن عُبَيدٍ قَد هَفا
خالقي يا ناصري يا رازقي * شَفِّع المُختارَ في عَبدٍ هَفا
أنتَ رَبُّ الكُلِّ يا نِعمَ الَّذي * بجَلالٍ وكَمالٍ وُصِفا
لا تَدَعنِي عَن شُهُودٍ ساعَةً * إنَّ شَهدَ الشَّهدِ فيهِ قَد صَفا
يا حَليمٌ حِلمُهُ قَد وَسِعا * عَبدَ سُوءٍ قَد غَوَى وانحَرفَا
فَلَكَ الحَمدُ على ما حَصَلا * وَلَكَ الشُّكرُ أَزلتَ الأَسَفا
فَبلُطفٍ مِنكَ كَم مِن كُرَبٍ * فُرِّجَت باللُّطفِ لُطفاً أَسعَفا
صَلِّ يا رَبِّ على الهادي الَّذي * جاءَ بالنُّور أَزالَ التلَفا
وكَذا الآلِ وسَلِّم دائِماً * نَدخُلُ الجَنَّةَ نُهدَى الغُرفا
جَعفَريُّ الأَصلِ يَدعو رَبَّهُ * راجيَ اللُّطفِ فَرَبِّي لَطَفا
----------------------------------------
هذه القصيدة كان الشيخ صالح الجعفري يفتتح بها كل حضرة ويوصي أبناءه وأحبابه بحفظها